[center][b]لماذا لا ننتصر على إسرائيل؟[/b][/center]
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
[center][b]لماذا لا ننتصر على إسرائيل؟[/b][/center]
دخل وليم جيمس الفيلسوف الأمريكي الشهير على عدد من الطلاب يتدارسون معضلة فلسفية تتلخص في القصة التالية: يستند رجل على شجرة ووجهه ناحية أسد يريد أن يفترسه. كان الأسد يدور حول الرجل والرجل يدور في مواجهته حتى أكملا (الأسد والرجل) الدوران على الشجرة التي يستند عليها الرجل. السؤال هل دار الأسد على الرجل أم لا؟ إذا عرفنا أن الأسد لم يشاهد ظهر الرجل أبداً حيث كان الرجل يدور مع الأسد وجهاً لوجه. هناك من قال إن الأسد دار على الرجل والدليل أننا إذا رسمنا دائرة بحركة الأسد سنرى أن هذه الدائرة أحاطت بالرجل من كل الجوانب مما يعني أن الأسد دار على الرجل. وآخرون يرون أن الأسد لم يدر على الرجل لأن الأسد لم يشاهد ظهر الرجل أبداً. أيهما الصح؟
إذا تأملنا في هذه المعضلة سنلاحظ أن القضية ليست في علاقة الأسد بالرجل وليست مشكلة فيزيائية أصلاً كما تبين للفيلسوف الأمريكي. المشكلة في طبيعة السؤال. السؤال الأساس هو ما الذي نعنيه بكلمة دار أو لف. كلا الفريقين على حق، الأول يفهم كلمة دار على أن الأسد أحاط بالرجل، والآخر يفهم كلمة دار بأن الأسد أحاط بالرجل وشاهد جهات الرجل الأربع. عندما نطرح سؤال (لماذا لا ننتصر على إسرائيل؟) يتضمن هذا السؤال كلمة (نحن) لا نسأل السؤال الأولي البسيط من (نحن) الذين يتوجب عليهم هزيمة إسرائيل. الإجابة تبدو بدهية نحن العرب أو نحن المسلمين. كلمة نحن العرب أو نحن المسلمين كلمتان غير دقيقتين ولم نقف عندهما بتبصر. يقف داعية مفوه في مسجد أمام مئات من المصلين وقبل أن ينهي عظته يفتخر أن عدد المسلمين مليار نسمة. لو أجرينا اختباراً بسيطاً لهذا الرقم سنرى أن هذا الرقم الضخم يحمل في داخله من التناقضات ما يكفي لإيقاد الجحيم. سنّة، صوفية، شيعة... إلخ. هل هذه الطوائف تقر بعضها بعضاً؟ نعرف دون أن نسمي أن بعضهم يرى الآخر أخطر عليه من إسرائيل. ولكن عند العظة وعند تعبئة الجماهير يستند الجميع على هذا الرقم الوهمي. بهذه النظرة يمكن أن نطالع به كلمة نحن العرب أيضاً. بقراءة بسيطة وبعيدة عن البعد العاطفي للأحداث الأخيرة سنرى أن إسرائيل شيء واحد بينما لا يوجد طرف آخر يقابل إسرائيل اسمه (نحن). كل الذي نراه هو صراعاً بين العرب من منطلقات تاريخية. فالأجنبي عن المنطقة هو إسرائيل لم يتم الصدام معه بعد. الصراع العربي مع إسرائيل لم يكن أبداً صراع حول فلسطين. أي من هذه الدول العربية التي خاضت حرباً مع إسرائيل لم تبادر في تاريخها حرباً على إسرائيل. كل الحرب التي وقعت بين العرب وإسرائيل كان البادئ فيها هي إسرائيل أو لأسباب تتعلق بالدولة نفسها باستثناء حرب ثمانية وأربعين الهزيلة. لا يوجد طرف يتحارب مع إسرائيل من حيث المبدأ (سوى الفلسطينيين) لأنه لا يوجد أساساً شيء اسمه نحن، وبالتالي هذه (النحن) الوهمي لا يمكن أن ينتصر لا على إسرائيل ولا على غيرها. إذاً السؤال (متى ننتصر على إسرائيل) خاطئ من أساسه
إذا تأملنا في هذه المعضلة سنلاحظ أن القضية ليست في علاقة الأسد بالرجل وليست مشكلة فيزيائية أصلاً كما تبين للفيلسوف الأمريكي. المشكلة في طبيعة السؤال. السؤال الأساس هو ما الذي نعنيه بكلمة دار أو لف. كلا الفريقين على حق، الأول يفهم كلمة دار على أن الأسد أحاط بالرجل، والآخر يفهم كلمة دار بأن الأسد أحاط بالرجل وشاهد جهات الرجل الأربع. عندما نطرح سؤال (لماذا لا ننتصر على إسرائيل؟) يتضمن هذا السؤال كلمة (نحن) لا نسأل السؤال الأولي البسيط من (نحن) الذين يتوجب عليهم هزيمة إسرائيل. الإجابة تبدو بدهية نحن العرب أو نحن المسلمين. كلمة نحن العرب أو نحن المسلمين كلمتان غير دقيقتين ولم نقف عندهما بتبصر. يقف داعية مفوه في مسجد أمام مئات من المصلين وقبل أن ينهي عظته يفتخر أن عدد المسلمين مليار نسمة. لو أجرينا اختباراً بسيطاً لهذا الرقم سنرى أن هذا الرقم الضخم يحمل في داخله من التناقضات ما يكفي لإيقاد الجحيم. سنّة، صوفية، شيعة... إلخ. هل هذه الطوائف تقر بعضها بعضاً؟ نعرف دون أن نسمي أن بعضهم يرى الآخر أخطر عليه من إسرائيل. ولكن عند العظة وعند تعبئة الجماهير يستند الجميع على هذا الرقم الوهمي. بهذه النظرة يمكن أن نطالع به كلمة نحن العرب أيضاً. بقراءة بسيطة وبعيدة عن البعد العاطفي للأحداث الأخيرة سنرى أن إسرائيل شيء واحد بينما لا يوجد طرف آخر يقابل إسرائيل اسمه (نحن). كل الذي نراه هو صراعاً بين العرب من منطلقات تاريخية. فالأجنبي عن المنطقة هو إسرائيل لم يتم الصدام معه بعد. الصراع العربي مع إسرائيل لم يكن أبداً صراع حول فلسطين. أي من هذه الدول العربية التي خاضت حرباً مع إسرائيل لم تبادر في تاريخها حرباً على إسرائيل. كل الحرب التي وقعت بين العرب وإسرائيل كان البادئ فيها هي إسرائيل أو لأسباب تتعلق بالدولة نفسها باستثناء حرب ثمانية وأربعين الهزيلة. لا يوجد طرف يتحارب مع إسرائيل من حيث المبدأ (سوى الفلسطينيين) لأنه لا يوجد أساساً شيء اسمه نحن، وبالتالي هذه (النحن) الوهمي لا يمكن أن ينتصر لا على إسرائيل ولا على غيرها. إذاً السؤال (متى ننتصر على إسرائيل) خاطئ من أساسه
بحرعشق- مشرف ازهار العامه
- عدد الرسائل : 48
Personalized field : 8
احترام القوانين المنتدى :
تاريخ التسجيل : 13/01/2009
مواضيع مماثلة
» [center][b]هل تريد زيادة اجرك بأذن الله ..ادخل بسررعه[/b][/center]
» [center]نكت فكاهية للاخوان والاخوات ارجو ان تنال اعجابكم [/center]
» [center]الشباب السعودي يعثون فسادا في البحرين ((بأسم السياحة قصص وصور)) [/center]
» [center][b]صوت بكاء يخرج من غرفة فتاة متوفيه [/b][/center]
» [center]الطماطم تكافح حروق الشمس والتجاعيد [/center]
» [center]نكت فكاهية للاخوان والاخوات ارجو ان تنال اعجابكم [/center]
» [center]الشباب السعودي يعثون فسادا في البحرين ((بأسم السياحة قصص وصور)) [/center]
» [center][b]صوت بكاء يخرج من غرفة فتاة متوفيه [/b][/center]
» [center]الطماطم تكافح حروق الشمس والتجاعيد [/center]
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى